اليوم #5- : النهاية، وما الذي تعلمته منها

منذ 5 أيام أعلنت حسوب عن نهاية تحدي ال30 يوما الخاص بها، مباركة لكل من أنهى التحدي وكل من لم ينهه.

كما ذكرت أنا في تدوينة اليوم ال27 فقد أنهيت أول تحدي وضعت لنفسي وذلك بمساعدة والدي، التحدي الثاني لم أوفق بإنهائه كاملا. سأتكلم عن ما تعلمته من كلاّ الدرسين وما قد يفيدك منهم.

التحدي الأول كان جمع مبلغ من أعمال مستقلة جانبية في هذا الشهر وإعطاء ذلك المبلغ لوالدي ليرد ديونه.

خلال هذا الشهر واجهت تحديات في هذا المشروع، قضيت أول أسبوع في البحث عن مشاريع في مستقل، لكن لم أوفق في إيجاد أيّ منها خلال ذلك الأسبوع. لاحقا بدأت في إيجاد بعض المشاريع، في اليوم 6 تكلمت عن أني وجدت مشروعين محتملين، وتكلمت كيف قدمت عروضي وما الذي نويت فعله. كلّ من تلك المشاريع تعرضت لتعقيدات بدورها أثناء الإتفاق، سرعة التواصل أيضا ضيعت لي بعض الأيام الثمينة فيها.

خلال الأيام التي أتت بعدها عملت على الهدف الثاني (الذي سنتكلم عنه لاحقا) واستمريت في البحث عن أعمال. قررت لاحقا أن الكتابة ستكون مناسبة لذا لجأت لموقع Sitepoint لكتابة مقالات ما فيه، بعدما تواصل وطرحت بعض الأفكار، وصلني الرد متأخرا منهم (عندما أقول متأخر فأنا أعني أسبوع متأخر) يعلمونني أنهم سيكونون سعيدين بكتابة مقالات معي ولكنه يحتاجون أفكار أخرى خصوصا من ناحية جافاسكربت، خبرتي في هذه اللغة ليست متقدمة ولا تسمح لي بكتابة مقالات عن أمور معقدة فيها، أضف إلى ذلك عدم بقاء الوقت الكافي لكتابة مقالين إثنين من أجل جمع المبلغ، أمور دفعتني للبحث أكثر عن مكان آخر لأحد فيه العمل.

في الأيام التالية وصلت لي بعض الاعمال في مستقل وخارج مستقل كما وجدت بعضها في مستقل عند البحث، وقعت هنا في خيار صعب وهو أي عمل أختار منها، بعد التناقش اخترت عملين اثنين وأجلت البقية لما بعد الشهر، العمل الأول كان تعديلا بسيطا في ووردبريس وفر لي ربع المبلغ. الثاني والمثير للاهتمام أكثر هو عمل خاص بتحويل قاعدة بيانات من برمجية خاصة بهيكلة خاصة إلى قالب وودبريس، كان هذا العمل مثيرا للاهتمام لأن هذه كانت أول تجربة لي في بناء نظام نقل تلقائي. بداية العمل كانت في نسخ قاعدة البيانات، أضعت الكثير من الوقت في هذه النقطة بسبب قلة خبرتي في Heroku (الاستضافة الخاصة بالموقع) وAWS (مكان استضافة قاعدة البيانات)، الموقع كان يستخدم لوحة تحكم مفتوحة المصدر (اسمها ActiveAdmin لمن هو مهتم) مما سمح لي ولصديقي نبراس بالبحث في توثيقها وكتابة سكربت بسيط يستخرج كامل يمر على كامل صفحات اللوحة ويستخرج كامل البيانات على شكل json وهكذا استخرجنا أكثر من 26,000 سطر منها. ما تبقى كان كتابة إضافة ووردبريس تأخذ هذه البيانات من الملفات وتعدلها وتدخلها إلى قاعدة البيانات لتتناسب مع القالب الجديد، كتابة تلك الإضافة أخذت مني 3 ليالي طويلة كنت أسهر فيها للرابعة صباحا (أو حين أصل لمرحلة أعلم أن استمراري سيكون مؤذيا بدل أن يكون مفيدا) لاستيقظ غدا على الساعة 7 لأدخل في يوم دراسي مدته 11 ساعة وأعود لاحقا لانهي واجبات مدرسية أو اراجع لامتحان سريع، دفعت نفسي كثيرا في تلك الأيام لأرى هل أنا قادر على العمل تحت الضغط ولأنهي المشروع قبل انتهاء الشهر رغم أن صاحب المشروع لم يكن مستعجلا العمل (ملاحظة اكتشفت أني قادر على دفع نفسي لحدودها ولكن اكتشفت ان الامر غير صحي إطلاقا وأحيانا غير مفيد).
مع اليوم الأخير بدأت الكامل (الذي يأخذ 3 ساعات) وأعددت الكود على أن يسجل كل المشاكل التي يواجهها في ملف log وأعددت أن يطلق تنبيها صوتيا في حال حدوث مشاكل حتى أنهض من النوم عند سماعه، نمت كالطفل حينها وهذا يعني أن شيئا لم يتعطل (لا تحسب أني مبرمج هائل، لقد تعطل الكود حتى شبع في فترة الاختبار).
وبذلك كنت أنهيت أول تحدي وضعته لنفسي وهو جمع مبلغ لوالدي، الدروس المستفادة؟

• السهر غير مفيد ولكن إن كنت مستعجلا فقم بالأمر
• وضع نفسك في مواقف صعبة يساعدك على تعلم الالتزام، الالتزام بشيء أمام الناس يساعدك على إنهائه.
• لا مشكلة من طلب المساعدة من الأشخاص الأكثر خبرة منك (شكرا مجددا نبراس)
• الويب العربي يحتاج منصة لطلب الاستشارات المدفوعة (مرئية أو صوتية أو كتابية)

بالنسبة للتحدي الثاني فقد تعرض هذا التحدي للعديد من العقبات والتعديلات، من بينها تغيير الهدف من الوكالة في منتصف المشروع وبالتالي تغيير الهوية التسويقية، مما جعلنا نعيد العمل على التصميم مجددا، أضف إلى ذلك مرض صديقي الذي صعب علي إكمال عمل المشروع، أخذت المشروع لمرحلة جيدة من ناحية التصميم والتطوير ولكنه لم يكتمل، لا يوجد الكثير من الأمور التي أستطيع مشاركتها من هذه الناحية أيضا سوى أنّ أفضل استثمار يمكن القيام به حاليا هو الاستثمار في حلول الشركات بمعنى B2B.

وبهذا يكون التحدي قد انتهى، وانتهت معه رحلة شهر كامل، خضت فيها الكثير من الأمور وتعلمت الكثير من الأمور، وطورت في نفسي قليلا، لا أعتقد أنّ هذا التحدي يملك خاسرين أو رابحين، هو ببساطة يملك رابحين بأشخاص حققوا أهدافهم، وأشخاص حصلوا على الهدايا، وأنا أعتبر نفسي رابحا أصلا

 

#تحدي_الثلاثين_يوما

 

8 أفكار على ”اليوم #5- : النهاية، وما الذي تعلمته منها

  1. هنيئا لك نذير

    قصتك هائلة، أحيك وأحيي الروح القتالية التي تتحلى به

    كلّ صعب على الشّباب يهون *** هكذا همّة الرِّجال تكونُ

    تحياتي

أضف تعليق